حُب الظهور يقصِم الظهور
قيل قديما : "حُب الظهور يقصم الظهور”
في مجتمعنا ينقسم الناس فتجد العقلاء -وهم قلة للأسف- الذين يتجنبون الظهور لما يترتب عنه من ويلات؛ كما في توجيه نبي الله لابنه يوسف فيما قص علينا : ﴿قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ [يوسف: ٥] وتجد هواة الظهور الذين يريدون أن يشتهروا ويذكروا.
فالكثير من الناس اليوم نشأت لديهم رغبة لإظهار ما عندهم للناس :
بيته، أثاث بيته، مركبته، أمواله، رحلاته، سفراته، موائده، حفلة زواجه، حفلة عيد ميلاده، هداياه، هواتفه، ملابسه، مجوهراته...
ولكن هذه الرغبة غير مشروعة !!
فالله عزّ وجلّ وصف قارون بأنه خرج على قومه بزينته فخسف به وبداره الأرض . قال تعالى :﴿فَخَرَجَ عَلى قَومِهِ في زينَتِهِ قالَ الَّذينَ يُريدونَ الحَياةَ الدُّنيا يا لَيتَ لَنا مِثلَ ما أوتِيَ قارونُ إِنَّهُ لَذو حَظٍّ عَظيمٍ﴾ [القصص: ٧٩]
ثم قال : ﴿فَخَسَفنا بِهِ وَبِدارِهِ الأَرضَ فَما كانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرونَهُ مِن دونِ اللَّهِ وَما كانَ مِنَ المُنتَصِرينَ﴾ [القصص: ٨١]
يقول سيدنا علي رضي الله عنه :
«في آخر الزمان، قيمة المرء متاعه»
للأسف ،يستمد الإنسان اليوم قيمته الإجتماعية بين الناس من بيته، من ثمن بيته، من موقع بيته، من أناقة بيته، من نوع سيارته، من رقم سيارته، من نوع هاتفه، من رقم هاتفه، من ماركة ثيابه، من منصبه، من حجم ماله ، وأخيرًا والأكثر إنتشارا ، من شهرته على مواقع التواصل الاجتماعي ...
أما القِيَم والأخلاق، فهي للأسف منعدمة .
كيف نزرع القيم والأخلاق في أولادنا ؟
القدوة الحسنة : تعليم أطفالنا السيرة النبوية وتعريفهم على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ليكون القدوة الحسنة لهم ، فللقدوة دور مهم في حياة الأطفال وهي أحد المؤثرات الأساسية في مسار حياتهم، ودافع مهم نحو التغيير والإصلاح، وعنصر مهم في إعدادهم وتكوينهم تكويناً علمياً وتربوياً، بما يؤهلهم لتحمل مسؤولية التكليف وخير قدوة هو النبي صلى الله عليه وسلم، لِما اتصف به من صفات الكمال البشري، قال تعالى : ﴿لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثيرًا﴾ [الأحزاب: ٢١].
تعليمهم مبادئ الدين: لنحمي أطفالنا من الإنحراف والإنجرار وراء المظاهر في المجتمع علينا أن نواظب على تعليمهم أصول ومبادئ الدين الإسلامي، وأن نسلط لهم الضوء على الأخلاق التي حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأمرنا الإلتزام بها ( كالصدق ، البعد عن الغيبة والنميمة ، ...) وعلينا تشجيعهم على أداء العبادات التي تساعدُهم على تنقيّة النفس وردعهم عن ارتكاب الفاحشة والخطأ، كالصلاة، الصيام، قراءة القرآن، وتقديم الصدقات، وغيرها .
إستغلال أوقات الفراغ : علينا كأهل إستغلال وقت فراغ أطفالنا بشكل جيد ومثمر لنساهم في غرس القيم الأخلاقية الإسلامية في نفوسهم ، فمثلا يمكننا أن نقرأ لهم قصص ومواقف مرت مع الصحابة أو قصص الأنبياء ، وذلك لأخذ العبر منها والتخلق بأخلاق أصحابها.
لا تنس ذكر الله