يا ذاكر الرحمن
في سكون الليل، عندما يغلبك الشوق وتختنِق بالدموع، ويثورُ الأسى بداخلك، يأتيك النداء الربَّاني، ويتردَّد صوته بأعماق قلبك:
من ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي
وعندما تجتاحك ذِكرى، لأحباب قد رحلوا، ويلوحُ لك طَيفهم جاثِماً بين عينيك، وتضيق بك الدنيا، وتشعر بسياطِ الفراق تقطِّعك، حتى كأن نفسك التي بين جنبيك جفتك، عندها يعلو نداء الرحمة بأعماق قلبك، وسكنات روحك، ويتكرر:
وأنا مَعه إذا ذكرني، وأنا معه إذا ذكرني
وينطق القلب:
ومن نحن يا رب
وقد وصفتنا فقلت:
﴿يا أَيُّهَا النّاسُ أَنتُمُ الفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَميدُ﴾ [فاطر: ١٥]
عندها تخاطبه بالروح:
﴿أَمَّن يُجيبُ المُضطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكشِفُ السّوءَ وَيَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ﴾ [النمل: ٦٢]
لا اله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين
لا تنس ذكر الله